الدنمارك تخفض توقعاتها لإنتاج الغاز لمدة 5 سنوات
الدنمارك تخفض توقعاتها لإنتاج الغاز لمدة 5 سنوات
ستواجه الدنمارك انخفاضا حادًا في إنتاج الغاز خلال الـ5 سنوات المقبلة، مع استمرار إغلاق أكبر حقولها في بحر الشمال.
وجاء في بيان لوكالة الطاقة الدنماركية (دي إي إيه) أن الدولة خفضت توقعاتها لإنتاج الغاز بنحو 30% مقارنة بتوقعات العام الماضي، ويرجع ذلك إلى تداعيات فيروس كورونا، الذي أخّر تجديدات حقل نفطها الكبير (تايرا) إلى الربع الثاني من عام 2023 بدلًا من منتصف عام 2022، بحسب ما ذكره موقع “آرغوس ميديا”.
وبسبب إغلاق تايرا، من المتوقع أن تصبح الدنمارك مستوردًا صافيًا للغاز في المدة من 2021- 2023.
إنتاج الغاز في الدنمارك
من المقرر أن يبلغ إنتاج الغاز العام المقبل 670 مليون متر مكعب، انخفاضًا من توقعات سابقة عند 2 مليار متر مكعب.
كما سيتراجع الإنتاج عمّا كان متوقعًا في السابق هذا العام، وقدّرت وكالة الطاقة الدنماركية الإنتاج عند 760 مليون متر مكعب على مدار العام بأكمله، انخفاضًا عن توقعات سابقة عند مليار متر مكعب.
وبناءً على التوقعات الأخيرة للوكالة، يمكن أن تبلغ مبيعات الغاز ذروتها عام 2027 عند 3 مليارات متر مكعب مقابل 4 مليارات متر مكعب عام 2018، قبل توقّف حقل تايرا.
وجاءت توقعات الإنتاج المنخفضة نتيجة لتراجع الموارد التكنولوجية والاستكشافية، والتي خفضت الوكالة تقديراتها بمقدار الربع مقارنة بالعام السابق.
ويرجع ذلك إلى اتفاقية بحر الشمال الموقعة في ديسمبر/كانون الأول 2020، إذ التزمت بموجبها الدنمارك بالاستتغناء التدريجي عن إنتاج النفط والغاز بحلول عام 2050.
كيف تحولت من مصدّر إلى مستورد؟
منذ عام 1993، كانت الدنمارك مُصدّرًا صافيًا للنفط والغاز، وأصبحت لسنوات ثالث أكبر منتج للنفط والغاز في أوروبا الغربية، بعد النرويج والمملكة المتحدة.
وبلغ إنتاج النفط ذروته عام 2004 عند 390 ألف برميل يوميًا، أمّا الغاز فكان في عام 2005 عند 9.2 مليار متر مكعب، لكن بعد 25 عامًا، أصبحت مستوردًا صافيًا للنفط عام 2018، بسبب انخفاض الإنتاج من بحر الشمال.
وليست هذه المرة الأولى التي تعاني منها الدنمارك من انخفاض في الإنتاج، فقد شهدت عام 1972 انخفاضًا في إنتاجها من النفط والغاز، واستمرّ لسنوات.
حقل تايرا
يعدّ تايرا أكبر حقل غاز في الدنمارك، ويقوم بمعالجة أكثر من 90% من إنتاج البلاد، لكنه أُغلِق في سبتمير/أيلول 2019 لتطويره.
ومن المتوقع أن يتعافى إنتاج الدنمارك من النفط والغاز بحلول عام 2025.
الاستغناء عن النفط والغاز
كانت الدنمارك قد وافقت على حظر عمليات التنقيب الجديدة وإنهاء إنتاجها من النفط والغاز في بحر الشمال بحلول عام 2050، في إطار جهودها لتحقيق الحياد الكربوني خلال العقود المقبلة.
وتعدّ الدنمارك ثاني دولة أوروبية تحدّد موعدًا لحظر إنتاج النفط والغاز، بعد أن وافقت فرنسا في عام 2017 على الاستغناء التدريجي عن إنتاج الوقود الأحفوري بحلول عام 2040.